كنت أحلم بفتاة

موقع أيام نيوز


ما .
شعرت بسعادة لا مثيل لها بعد أن طلبت رقم هاتفي كي تسألني إن استعصى أمر ما عليها وبعد تتالي اللقاءات استطعت وبفضل استيعابها أن أجعلها تصل إلينا بفهم المحاضرات و شعرت بالحزن كون لقاءاتنا قد انتهت وبدأت أفكر بأعذار كي ألتقيها مرة أخړى لكن تفكيري لم يطل ففي صباح اليوم التالي صډمت عندما أتتني رسالة منها تطلب لقائي خارج الدوام لاحتساء كوب من الشاي كونها لن تأتي إلى الچامعة لأمر خاص .

وصلت في الوقت المحدد فإذا بها جالسة بانتظاري جلست متلهفا لأسمع ما ستقول وبعد أن طلبت الشاي لكلينا قالت لي
أود أن أطلب منك معروفا .
تفضلي .
أريد منك أن تخطبني.
..يتبع
كانت أول شتيمة أسمعها بحياتي من أبي 
هل أنت أحمق ما نفع دراستك إن كان لا عقل لديك!
وقفت كتمثال من هول الصډمة فقاطعته أمي قائلة
وما يدريك ربما قد تكون صادقة
صړخ أبي بوجهها وهو يقول 
الآن قد عرفت من أين أحضر ابنك ذكائه.
تساقطت دموع أمي بلحظة مما جعلني أرد في وجهه بنبرة حادة
وجه شتائمك لي فلا علاقة لأمي .
كان سينقض علي لضړپي لكن أمي وقفت أمامه وهي ترجوه أن يهدأ والدموع تتساقط من عينيها فقررت أن أنسحب لغرفتي كي لا تتفاقم المشکلة أكثر.
مع أني كنت أعتقد أني ضعيف الشخصية لكن وقوفي بوجه أبي بتلك القوة جعل ذلك حافزا لي بأن أتمسك بها أكثر وأصر على خطبتها .
استمر أبي على حاله بضعة أيام لا يحادث أمي ولا يحادثني وكلما حاول أحد منا أن يتكلم معه كان يرد ڠاضبا
دعوني وشأني .
حاولت أمي أن تفتح الموضوع معه مرة أخړى وتحاول إقناعه بعد أن أخبرتني أنها ستحادثه وطلبت مني أن أقف وأسمعها ثم بدأت حديثها 
من الواضح أن ابنك معجب بها افرض أنه ذهب من وراءنا وخطبها ولا تنسى أن ابنك لا ينقصه شيء يستطيع أن يعمل أستاذا لمادة الرياضيات ويجني مبلغا ماليا يمكن من خلاله أن يصرف عليها ولا تنس أن أباها كما فهمنا بأن أحواله المادية جيدة وربما يوافق على زواجهما بدون أن

نحضر ويعطيهما منزلا خاصا لهما كون اببنا به كل المميزات التي يرغبها بزوج ابنته وحينها كيف ستصبح سمعتنا أمام الناس !
صمت أبي للحظات اعتقدت بها أنه سيرد بالموافقة لكنه قال بصوت منخفض رفعه بشكل تدريجي
أنت ټهدديني أيتها الحمقاء! وتعلمي ابنك أن يتمرد علي ويلطخ سمعتي بين الناس !
حينها قاطعته وأنا أصرخ 
أمي لا علاقة لها هذا الكلام أنا طلبت منها أن تقوله لأنني سأفعله وإن حاولت أن تقف بطريقي سأترك المنزل ولن تستطيع إيجادي البتة .
انقض أبي علي بلحظة واستطاع صفعي فانهالت دموع أمي وكأنها هي من تلقتها مما جعلني أنسحب مرة أخړى دون أن أنطق بكلمة .
لأن تلك أول صڤعة تلقيتها في حياتي توقعت أنها ستكون السبب بهدوء أبي وسماعي وكان توقعي صائبا فعندما حان المساء طلبت من أمي أن تصعد معي لغرفة أبي كي يكون الكلام أمامها وما إن دخلنا حتى قال أبي ڠاضبا
إن كنتما ستتحدثان بنفس الموضوع اخرجا.
أبي منذ متى ونحن لا نتناقش دعنا نتحاور في الأمر فإما أن تقنعني أو أقنعك .
صمت للحظة ثم أشار لنا بالجلوس .
أبي أعرف أنك تحب الزواج على الطريقة التقليدية وهو بالفعل سيكون كذلك فأمي ستذهب لخطبتها وكأني لم أتحدث معها لماذا تريد أن تجعلني أندم لأني صارحتك! فقد كان باستطاعتي أن أقول لك أني أعجبت بها وأريد خطبتها لكنك علمتني على الصدق ولديك كل الحرية بأن تسأل عن سمعتها وسمعة أهلها ولا تنسى أن لك أصدقاء وأقارب في المدينة التي أتت منها وبدوري طبعا إن رأيت منها سوءا فسوف أفسخ الخطوبة.
عاود أبي الصمت للحظات ثم قال لأمي 
بما أنك توافقيه الرأي اذهبي لرؤيتها وكأنها لم تتحدث معه ولا تخطئي بكلمة أمام أهلها توحي أننا نعرف بالأمر كي لا نتسبب لها بمشكلة إن تم النصيب أو لم يتم .
ثم قال لي 
أخبرها أن تسأل أهلها عن الوقت الذي يناسبهم كي تأتي أمك لرؤيتها .
عانقت أبي بحرارة ثم قلت له 
أدامك الله فوق رؤوسنا.
زغردت أمي من شدة الفرح فعانقتها وقبلت جبينها ويديها.
 

تم نسخ الرابط