بنات العطار

موقع أيام نيوز

الجدار سميكا لا ينفع معه الصړاخ مع سوء حضهما ان العبدان تركهما حر لم يربطهما
قالت ياسمينة لن نخرج من هنا إلا بالحيلة
هناك حارس واحد سأتظاهر أنا بالمړض ولما يفتح الباب إضربه على رأسه ونهرب وأرجو أن لا يوجد هناك آخرون
لما سمع العبد الصياح أطل من أحد الشقوق فرأى ياسمينة ممددة على الأرض وما أن دخل حتى هوت على رأسه خشبة فسقط وهو يلعن وجرت الأختان
كان هناك جم١عة من العبيد يخرجون البضائع ومعهم حمدان ولما رآهما هتف أقبضوا عليهما ولا تدعوهما تهربان وإلا فالويل لكم جميعا Lehcen Tetouani
لكن ياسمينة وزينب نجحتا بالإفلات وشرعتا بالجري بكل قوة وورائهما العبيد ولما كاد هؤلاء يمسكونهما ظهر الأمير محمود من بعيد في خيله ورجاله فاحتمت البنتان به وقصتا عليه ما حدث فدهم المخزن وقبض على حمدان وسأله من أرسلك لإختطاف ياسمينة 
أجاب على الفور عمك إبراهيم
حين وصل الموكب إلى القصر بحث الأمير عن عمه لكنه كان قد إختفى مع نسائه وذهبه فوضع محمود يده على تجارته وأرسل المنادي في الأسواق يصيح من يقبض على إبراهيم أو يدل على مكانه له عشرة آلاف دينار
لكن لم يعثر عليه أحد أما منوبية فإشترى الأمير دارها وأعطاها دارا أخرى بعيدة في طرف المدينة وأمر القهرمانة أن تعيد ملئ الدهليز بالعولة وتصلح النوافذ في دار البنات
وبعد أيام رجع الشيخ صالح من الحج محملا بالهدايا وفرحت بناته برجوعه كثيرا ولما سألهن كيف كان حالكن في غيابي أجبن بخير يا أبي لم يحصل شيئ يذكر بإستثناء مشاكل صغيرة لا قيمة لهاوالآن هيا إلى الطعام فلقد أحضرنا لك عشائك
بعد أيام جاء رسول من القصر إلى دار صالح وأعلمه أن الأمير يريده في شيء مهم فتعجب الرجل وتساءل لماذا يطلب مولاي مقابلتي اللهم إجعله خيرا
وفي الصباح حمل هدية من العطر الغالي الثمن وذهب إلى القصر ولما أذن له الحاجب بالدخول سلم عليه وقالأعز الله الأمير ما إن سمعت الخبر حتى جئت إليك فبماذا أقدر أن أخدمك 
أجاب محمود إني أريد أن أطلب يد إبنتك ياسمينة
صمت الرجل وأطرق برأسه صعب ذالك الان
بينما طلب الأمير من اب ياسمينة يدها للزواج حتى اجابه الرجل انه صعب الان
فسأله الأميرما بك يا حاج صالح 
فقاليجب أن تتزوج أخواتها الأكبر منها أولا هذا كل ما في الأمر
رد محمودهذا سهل سيتزوجن من أفضل رجالي هل يرضيك هذا 
رد نعم
إبتهج الأمير وقال لقد عزمت على إعطائك حجرة في القصر لتكون قرب بناتك فأنا أعلم مقدار حبك لهن الأسبوع المقبل سيكون الزواج وسيخرج المنادي في الأسواق وليكن ذلك اليوم يوم فرح لكل المملكة.
سمع الناس فبدأوا في تزيين المدينة وإعداد الحلوى والأشربة فلا يوجد من لا يحب الأمير لعدله وكرمه ويوم الزواج تجمعوا أمام القصر لرؤية أميرتهم فخرجت إليهم وحيتهم والشعب متحير من جمالها ورقتها
ثم قالت ستنصب الموائد وكل واحد سيأخذ نصيبه من الوليمة هيا ليغني المغنون وليدر الخدم بالطعام علت الهتافات في المدينة فنظر الوزير إلى الأمير محمود وقال جاريتك تحسن الكلام وأخشى أن ينصبوها ملكة عليهم وأنت ينسونك
ضحك الأمير وقال حينئذ يمكنني أن أتفرغ للصيد ومطاردة الغزلان وأكون مطمئنا على المملكة
في أحد الأيام كان الأمير في قاعة العرش ومعه برهان وبنات صالح يتنادمون ويضحكون وفجأة انفتح باب سري في الحائط وخرج منه إبراهيم في عشرين من رجاله وفي أيديهم السيوف
وقال له ساخرا أراك مستمتعا بصحبة الجواري الحسان
الآن سأنتقم منك على سړقة مالي وتجارتي هل كنت تعتقد أني سأتركك سالما بعد كل ما فعلته بي أيها اللعېن
أنت تتزوج وتبذر الأموال وتكثر العطاء والنوال وأنا أختفي كالجرذان في سراديب القصر لقد رشوت الحارسين ليقفلا الأبواب ولن يسمعك أحد أنت الآن وحدك وتحت رحمة سيفي
وقف برهان واستل سيفا من الحائط وقال محمود ليس وحده وأنا أخوه برهان إبن أخيك بدر الدين
أجاب إبراهيمآه ابن الجارية كنت أعتقد أنهم قتلوك بعدما أطردوا أمك
صاح برهان پغضب أعدك أن أقطع لسانك لو قبضت عليك ثم وقفت الجواري السبعة بنات العطار واستللن سيوفهن وقلن ونحن ألم نعجبك يا إبراهيم أم تريد أن تذوق طعم سيوفنا الأول 
تعجب الرجل وقال كأنكن تعرفنني فمن أنتن 
أجبنه بنات صالح قائد حرس أخيك هل لا زلت تذكره 
قال لكنه م١ت مع أخي السلطان بالسم
قلن ذلك ما إعتقدته لقد كان مريضا ذلك اليوم ولم يأكل إلا قدرا يسيرا فنجا ولبس زي التجار واشتغل في العطارة وعلمنا القتال والضړب بالسيوف Lehcen Tetouani
ولقد كان ينتظر هذا اليوم ولقد جاء أخيرا
أنت قټلت أخاك لتأخذ العرش لكن وجدت في طريقك الأمير الصغير وتلك القهرمانة خديجة عرفت كيف تحميه من بطشك قال الأمير محمود إذن أنت من قتل أبي يا إبراهيم 
الويل لك ثم ھجم عليه بسيفه
وھجم برهان والبنات السبعة على رجاله وبعد دقائق رموا سلاحهم وبقي الأمير يتحارب مع إبراهيم حتى ألقاه أرضا وفي تلك اللحظة أخذ برهان خنجرا وفعل ماقاله له وصاح ستتعلم أن لا تذكر أمي بالسوء بعد اليو
ثم إلتفت الأمير إلى ياسمينة وقال لها بدهشة كنت أعتقد أنكي بارعة فقط في الشعر والغناء
أجابته خفت أن أقول إني أحسن الضړب بالسيوف فنتبارز وأغلبك فتصغر في عين رعيتك عانقها محمود وقبلها بين عينيها وقال لهاأعشقك يا إبنة صالح ولا اريد من الدنيا شيئا سواك والآن هيا نحتفل بنصرنا الذي حققناه بسيوفنا
ومضت الأيام وأصبح محمود من أعظم السلاطين
اما الجارة فقد نالت عقابها في أحد الأيام قد كان لصان دخل إلى بيتهما وسرق منه وعندما رأته المرأة
فقد ضربها على رأسها أحدهم ولكي لا يتركو اي دليل فقد قامو بحړق منزلهما وماټت هي وابنتها مېتة مفزعة وذالك كان عقاپ ما فعلته
أما ياسمينة فأنجبت ثلاثة بنات وانجبت ايضا اخواتها بعض الاولاد والبنات وكانت تلك الفترة أيام رخاء وكانت هي واخواتها وابيها في نفس القصر يعيشون في سعادة
ومازال الناس يذكرون تلك المملكة التي لا يوجد بها الفقراء كان ذلك منذ زمن بعيد أما الآن فلم تبق سوى حكايات ترويها الأجداد والعجائز في الأيام الباردة
.. إنتهت الحكاية التي ايضا تعتبر من الزمن الجميل ايام عشناها بطيبتها وبنية صافية وقلوب بيضاء والمحبة والرحمة بين الناس ايام البساطة والنقاء والبرائة ايام العاءلة المكتملة
تمت

تم نسخ الرابط