حكاية أمجد

موقع أيام نيوز


.. و كأنك طول ما انت في مكان قريب منه بتحسي بالأمان !! يبقى ليه العڈاب اللي معيشة نفسك ومعيشاه معاكى فيه...
سكتت منتظر سماع جوابها ولما لم تجد منها اي ياستجابة سوى ابتسامة حزن صغيرة ارتسمت على وجهها
ودموع لمعت في عينيها واصلت بحماس 
انت عارفة ان علاء كل مرة بيقولك انه لسه بيدور عليكي ما فقدش الأمل يا هبة وانتي حتى والدك فين وفين لما بتكلميه وكل مرة تنبهي عليه ما يجيبش سيرة له خاالص والا ما عدتيش هتكلميه تاني ليه كل دا يا هبة ليه 

أجابت هبة بحزنىوهي تنظر الى رشا التي جلست أمامها 
انت يا رشا بتسأليني ليه ما انت عارفة ليه! انا تعبت اني اكون مسخ يا رشا ! انا بحبه ومش بحبه وبس لا... وبعشقه كمان ومش ممكن هحب حد غيره أبدا بس الحب لوحده مش كفاية ! امجد لازم يعرف ان حبه ليا لوحده مش كفاية بالنسبة يا رشا! لازم يديني مساحه اني اقول آه او لأ .. امجد كان بيعاملني اني بنته اللي بېخاف عليها من الهوا.. كل دا جميل بس انا مش بنته... انا مراته وشريكة حياته لازم يتقبل قرارى ويحترمه خوفه المړضي انه يخسرني هو فعلا اللي خلاه يخسرني..
سكتت قليلا ثم تابعت بجدية 
أنتي صح يا رشا انا فعلا اخترت اني اقعد عنها جنبه انا مش بكره انا بحاول أرجع هبة من تاني! هبة اللي أمجد كان السبب اني أخسرها وعلى فكرة هبة دي بردو اللي أمجد حبها ومع الوقت لو كنت استنيت وعديت الموضوع وسامحت كان هو اللي هيبتدي يزهق مني لأن مش دي الشخصية اللي جذبت أمجد ليها وخليت المستحيل بالنسبة له يحصل وانه يقع في حبها ووقتها بقه كان هييجي يدور على خبة القديمة هيلاقيها مش موجودة! ماټت واتولدت بدالها مسخ... من غير شخصية وهو ساعتها اللي كان هيرفضها! النا حاولت أنقذ حبنا يا رشا مش شرط كل قصة حب تنتهي نهاية سعيدة في اتنين بيعشقوا بعض زينا كدا لكن الظروف حكمت انهم ما يكملوش...
سكتت قليلا ثم تابعت بنبرة طغى عليها الحزن بينما انسابت دمعة وحيدة تجري على وجنتها المرمرية سارعت بمسحا براحتها 
رشا انا حبيت أحافظ على ذكرى حلوة لهبة عنده وفي نفس الوقت حبيت أبعد قبل ما يتحول حبي ليه لڠضب منه ومن نفسي حبي عمره ما هيتحول لكره لكن لو اتحول لڠضب هيكون ڠضب اسود هيخليني أكرهني أنا مش هو!
شردت قليلا بينما ربتت رشا على يدها الموضوعه على الطاولة امامها وتابعت بعينين تغيمان في الذكريات 
عارفة انا بعد ما مشيت من عنده يوم ما كان عيان واتسحبت وسيبته نايم وهو محاوطني بدراعه زي العيل الصغير اللي نايم في حضڼ مامته ومش عاوزها تسيبه نزلت بسرعه وشوفت علاء بالصدفة وقتها طبعا ما صدقش عينيه وكان هيصرخ اني رجعت لكن منظري ودموعي مش منظر واحدة سامحت ورجعت ابدا سألني فقلت له انى عرفت ان امجد تعب وحبيت أشوفه وبعدين طلبت منه يساعدنى انى اسيب بيت عم حسانين لاني كنت متأكده ان امجد اول ما هيصحى هيقلب المزرعه والبلد كلها عليا وفعلا علاء ساعدنى في الاول نزلت في بنسيون جنب الكلية بتاعته وبدل ما ارجع بيتي انا وبابا لاني متأكده ان امجد هيحط اللي يراقبه 24 ساعه او اشوف سكن في مصر... ومصر كبيرة الناس تتوه فيها فضلت انى افضل هنا جنبه آه كفاية عليا انى احس انه جنبي ولما أولد عايزة ابنه او بنته يتربو في نفس المكان اللي موجود فيه باباهم وهتساليني لما اولد هعرفه ولا لأ.. هقولك معرفش! كل اللي اعرفه دلوقتي.. اني مش قادرة ارجع ل امجد طول ما أنا مش متأكده ان بعادي عنه خلاه يتغير وخلاه يعرف ان هبة دي انسانة بيحبها مش حاجة بيمتلكها حب يعني احترام ليا ولرأي لكن امتلاك يعني شيء او جارية لاغية عقلها وشخصيتها وطول ما انا لسه شاكه انه لسه زي ما هو حبه حب امتلاك مش هرجع! المشكلة دلوقتي انه فيه بيننا طفل ماينفعش أربيه وأوجهه وأنا طول الوقت مش عارفة أقول رأيي وفي اللي فوق دماغي يقول اعملي وما تعمليش ومحسسني اني فاقدة الأهلية!...
همت رشا بمقاطعتها فأسكتتها هبة رافعة يدها وقد علمت ما الذي تريد قوله 
من غير ما تقولي أمجد بيحبني أنا متأكدة لكن دا مش حب طبيعي أمجد عاوز يمتلك كل حاجه فيا.. قلبي ومشاعري وعقلي! عاوز يكون هو المحور الوحيد اللي حياتي كلها بتدور حواليه! عاوز اللي يقرره هو اللي يحصل وانا أبصم وراه على طول! تقدري تقوليلي جه مرة سألنى وقال لى ايه رأيك في اي شئ يخصنا ...لأ... كل حاجه هو اللي كان بياخد القرار فيها من غير اي اهتمام برأيي أنا والمفروض اني أنا شريكه معاه في القرار دا أنا الطرف التاني يا رشا! كتب الكتاب بالأمر الجواز بالأمر حتى لما افتكرت والذاكرة رجعت لي ما ادانيش مساحه انى ازعل واراجع نفسي وانا كنت متأكده انى هسامحه وارجع له لاني بحبه غير اني انا اتاكدت من كلامه.. بابا أكدهولى وانا عارفة امجد كويس .. امجد مش كداب ..لكن بدل ما يديني وقتي اني ازعل او حتى اغضب .... بردو اتعامل معايا بالامر المباشر.. انسي يا هبة ! لا.. انا آسفة.. انا مش روبوت بزراير يضغط على الزرار... أحب يضغط... أنسى! انا انسانه من لحم ودم ومشاعر...
لم تستطع المتابعة واڼفجرت في بكاء حار يقطع نياط القلوب فنهضت رشا متجهة اليها وقد احتضنت رأسها بين ذراعيها بينما صاحت هبة وقالت وسط دموعها الغزيرة التي تهطل كما المطر في فصل الشتاء 
بس ... بس بحبه .. وتعبانه... تعبانه اووي يا رشا من غيره انا مش عارفة اكمل حياتي وهو مش فيها لا انا قادرة اكمل ولا انا قادرة ارجع .. اعمل ايه يا رشا .. اعمل ايه 
ربتت رشا على راسها وقالت لها مهدئة 
خلاص يا هبة يا حبيبتي كفاية حبيبتي ماتفكريش دلوقتي في أي حاجة المهم دلوقتي انك تخلي بالك كويس اوي من اللي في بطنك وتقوميلنا إن شاء الله بالسلامة لكن انا هقولك كلمة واحده بس.. حبكم دا خسارة انكم تضيعوه.. سواء بالامتلاك او بالعناد ... 
نامت هبة قليلا بعد الغذاء والذي لم تتناول منه الا قليلا فيما ذهبت رشا الى معهد الحاسوب الألي حيث تدرس دورة مكثفة في احدث تقنيات برامج الحاسوب ..
استيقظت هبة على ألم قوي في أسفل بطنها فتذكرت المجهود الذي تبذله منذ فترة في الإعداد للحفل المدرسي السنوي وكانت قد وجدت هذه الوظيفة كمعلمة موسيقى في مدرسة لغات خاصة عن طريق علاء والذي ساعدها كثيرا كي تستطيع ايجاد هذه الوظيفة معتمدة فيها على مواهبها وقد لجأ علاء الى ممدوح مخرج العرض المسرحي والذي اشتركت فيه مع علاء سابقا في حفل الجامعة حيث توسط لها لايجاد هذه الوظيفة بل وأعطاها خطاب توصية لتتمكن من العمل في هذه المدرسة الخاصة والتى تدفع لها مرتبا مجزيا يمكنها من دفع نصيبها في
الايجار لرشا وأيضا أجرة متابعة الطبيب بل والادخار للولادة مسدت بطنها تهمس لطفلها بحب وهى تبتسم 
معلهش يا روح ماما انت تعبت معايا اليومين دوول بس خلاص هانت يا قلبي انا دلوقتى في نص التامن يعني خلاص هانت ان شاء الله واووي كمان وهتشرف قريب وتنور لي حياتي كلها...
سمعت رنين جرس الباب فنهضت ببطء وهي تتأوه ممسكة بأسفل بطنها لبست خفها المنزلي ووضعت روبها عليها وتوجهت حيث باب الشقة وهى تضع يدها الأخرى أسفل ظهرها ممسدة إياه..
اتجهت الى الباب الذي يرن بالحاح شديد وهى تقول بصوت ضعيف ضاحك وبتعب 
يعني كل مرة كدا يا رشا ! تنسي المفتاح.. وتكهربيني انا! انت حلالك تفضلي ملطوعه كدا شوية علشان تتعلمي الادب انت ... 
وفتحت الباب فيما هى تتابع كلامها لتبتر حديثها بغتة فمن ظهر امامها لم يكن ابدا رشا بل كان ..... امجد ....!!
شهقت هبة دهشة من فرط المفاجأة واضعة يدها على فمها وقد تركت الباب مفتوحا ومكثت تنظر اليه فزعة فيما دخل هو واغلق الباب خلفه ونظر اليها قليلا ثم قال بهدوء 
ازيك يا هبة 
أزاحت يدها بعيدا عن فمها وأجابت بذهول وارتباك 
أم .....أم .... أمجد ! انت ازاي...
قاطعها بسخرية خفيفة وهو ينظر اليها بعتب 
ازاي عرفت عنوانك انا قولتلك يا هبة قبل كدا.. عمرك ما هتقدري تهربي مني! المسألة كانت مسألة وقت مش أكتر و...صبر! والصبر دا الفضل فيه لك انتي! لأنه كان لازم يكون عندى صبر طويل وانا بدور عليكي ... وهو دا اللي خلاني اتحمل الشهور اللي فاتت دي كلها ....
اعتدلت هبة في وقفتها وقالت بهدوء نوعا ما 
ماشي يا امجد وأديك لاقتني تقدر تقولي ايه اللي يرضيك علشان نخلص من لعبة القط والفار دي لاني فعلا تعبت! 
تقدم منها حتى وقف امامها على بعد انشات قليلة وأجاب وهو يميل عليها لينظر في عينيها هامسا بجدية وبقوة بينما نظرات عينيه يسودها العزم والإصرار 
انتي!
طرفت بعينيها قليلا غير متأكدة مما فهمته ثم أعادت كلمته باستهجان 
أنا! ازاي يعني 
مد يديه قابضا على ذراعيها مقتربا بوجهه منها حتى لقد لفحت أنفاسه الساخنة بشړة وجهها الحليبية بينما ينظر الى عينيها بنظرات أشاعت الفوضى في حواسها وتعالت دقات قلبها خوفا و...شوقا! تحدث بقوة هاتفا 
عاوز مراتي وابني! 
وكأن عبارته قد قطعت الخيط السحري الذي كان يربطها به فابعدت يديه عن ذراعيها وادارت له ظهرها وهى تقول 
للاسف يا امجد ماعادشي ينفع! ف
رفع يديه قابضا برفق على كتفيها وهو يقول بهدوء بلهجة من يقرر أمرا واقعا لا سبيل للنقاش فيه 
للاسف يا هبة دا الشئ الوحيد اللي يرضيني ومش عاوز غيره ابدااا...
نفضت هبة كتفيها لتسقط يديه والتفتت اليه وهي تهتف پغضب صاړخة 
كل حاجه انت .. انت .... انت ...انت عاوز .. انت اللي يرضيك ....وانا... أنا فيين انا فين يا امجد انا ايه بالنسبة لك 
صمتت فجأة عندما شعرت بعودة التقلصات في بطنها ولكنها لم تعرها بالا فيما سمعته يهتف مجيبا بحدة نوعا ما 
انتي ايه بأه لسه ماتعرفيش انتي ايه يا هبة انتي كل شئ بالنسبة لي ..كل حاجة في حياتي انت مراتي و أم ابني انت اللي كنت مېت من غيرك بئالى اكتر من 5 شهور وانهارده بس.. رجعت لي الروح من تاني ايه.. زعلانه علشان بفرض عليكي
 

تم نسخ الرابط