مرة واحدة في العمر  بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

 


الانتباه فقد كانت ترتدي بلوزه بيضاء شفافه اللون تظهر ما ترتديه اسفلها وجيب قصير سوداء تصل الى اعلى ركبتيها وشعرها الأسود متمرد خلفها كانت تصبغ بشرتها ببعض مساحيق التجميل لتبرز جمالها .
وقفت امام مكتب فيروز تتحدث بصوت رقيق مساء الخير ممكن أقابل مستر نديم 
فتحت فاها بذهول افندم حضرتك فى ميعاد سابق مع مستر نديم 

هزت الفتاه رأسها بخفه ثم جلست امامها أنا صحفيه من مجله نور الصباح وممكن تديله خبر ان عايزه أعمل معاه حوار صحفي 
اومت لها بعدم اقتناع ورفعت سماعه هاتف المكتب تتحدث مع اخرى لعده دقائق ثم اغلقت الهاتف ونظرت لها باسف 
اسفه مافيش أي مواعيد خاصه بالمجله اللى بتتكلمي عنها كمان مستر نديم فى شغل بره الشركه يعني مش موجود من الأساس 
الفتاه بضيق يبقى هستناه لازم اقابله دي هتكون نقطه تحول فى تاريخي الصحفي ارجوكي لازم اقابله 
زفرت فيروز بضيق اتفضلي استنيه بس مااعرفش الحقيقه هيرجع الشركه امته 
ثم أكملت حديثها تحبي تشربي حاجه 
رفضت الفتاه وظلت مكانها تتطلع لفيروز تاره ولاثاث المكتب تاره أخرى الى ان فتح باب المكتب بقوه وظهر شابا وسيم امامها يحدث فيروز پحده 
الانترفيو امته 
ضغطت على اسنانها بغيظ ورفعت احدى حاجبيها تنظر له بقوه حضرتك تقدر ترفع سماعه التليفون وتسأل رنا 
تنهد بضيق ثم دلف ثانيا لغرفه المكتب واغلق الباب خلفه بقوه جعل الفتاه تنتفض من مكانها وتنظر لاختفائه بريبه ابتلعت ريقها بصعوبه ثم رمقت فيروز بنظرات غامضه وهى تهمس داخلها بانها كذبت عليها عندما اخبرتها بان نديم لم يكن بمكتبه اذا ما هذا الشاب الذي يحدثها بجديه فلا بد انه هو الشخص الذي أتت من اجله فلماذا تخفي وجوده إذا 
لم تكترث لنظرات الفتاه وعادت تتابع عملها على الحاسوب ليصدح رنين هاتفها لتبعد انظارها المحدقه ب الحاسوب ثم التقطت هاتفها وتجيب على المتصل لتجد الشاشه تنير باسم محبوبها نهضت مبتعده عن المكتب لتتحدث باريحه 
ايوه يا حبيبي ايه الاخبار عندك 
اجابها نديم بضيق العمال عاملين اضراب مش بس فى مصنع اكتوبر لا فى المصانع بتاعتنا كلها 
ازاي يعني وليه اضراب مش بياخدو رواتبهم 
مافيش غير تيام النحاس اللى ورا اللى بيحصل لمصانعنا دلوقتي انا فقدت السيطره على العمال وماحدش راضي يسمعني وكانهم واخدين اوامر بكده 
شعرت بضيقه لتهتف له بجديه طيب أنا جايه 
لا تجي فين خليكي عندك ماينفعش تيجي وسط الفوضى دي أنا هحاول أتصرف والاقي حل يرضيهم ماتقلقيش أنا كنت بس بطمنك ان هتاخر هنا وهبقى ارجع على البيت سلام دلوقتي ..
اغلقت الهاتف لتعود الى مكتبها فلم تجد الفتاه كما تركتها لتهمس بخفوت احسن انها مشيت حملت حقيبتها بعدما وضعت هاتفها وقررت ان تذهب إلى زوحها لتكون جانبه فى تلك الاذمه وتحاول ان تتحدث مع العمال بهدوء من اجل عودة خط سير العمل ثانيا داخل المصانع .....
اما عن الفتاه بعدما ابتعدت فيروز عن المكتب وجدتها فرصه لتدلف اليه وتكمل خطتها المتفقه عليها من قبل مجدي ...
دقت الباب برقه وعندما استمعت لصوته الرخيم ياذن بالدخول دلفت على الفور وهى تقترب منه تتهادى فى مشيتها ليرفع نبيل عيناه ويتفاجئ بتلك الفتاه على مقربه منه لا يفصل بينهما الا بضع سنتيمترات ليتسأل ببرود 
انتي مين يا انسه وازاى ډخلتي هنا 
ابتسمت بمكر وهى مازالت تتطلع اليه وتهمس بصوت خاڤت أنا نرمين من مجله نور الصباح وحابه أعمل مع حضرتك لقاء صحفي للمجله وكمان ناخد كام صوره مع بعض عشان تنزل جنب الحوار .
همس پصدمه حوار صحفي 
ثم استطرد حديثه طيب اتفضلي اقعدى واقفه قدامي ليه كده وبعدين عندك السكرتريه بره تاخدي منها ميعاد الاول أنا مش فاضي عندي انترفيو عشان اختار سكرتيره 
ظلت جانبه وكانها لم تستمع لحديثه رفعت اناملها تداعب خصرات شعره لتجحظ عين نبيل ودفع بيدها بقوه 
ايه اللى انتي بتعمليه ده انتي اټجننتي اتفضلي بره
فى ذلك الوقت كانت تهم بدخول الشركه أثناء مغادره شقيقتها لتستوقفها رهام 
روزه على فين 
نظرت لشقيقتها بقلق ورايا مشوار مهم ومستعجله يا روما بعدين نتكلم ياقلبي 
اوك أنا طالعه لنبيل بس الاول قوليلي بلغتي رنا باللى اتفقنا عليه 
اومت براسها بالايجاب ثم ركضت اتجاه سياره الاجرة التى تنتظرها لتستقلها ثم تخبر السائق بالتوجه الى مصنع اكتوبر ..
اما رهام فاكملت طريقها واستقلت المصعد الكهربائي حيث الطابق الثالث بحثت عن رنا لتتحدث معها قليلا ثم قررت مفاجأة زوجها وعندما اقتربت من باب مكتبه بعدما علمت من رنا بانه جالس بمكتب نديم وقفت امام الباب تهندم خصلاتها المتمرده وتضعهم خلف اذنها ثم فتحت الباب على مصراعيه دون ان تطرقه تريد أن تفاجئه بوجودها ولكن تسمرت مكانها من هؤل ما راءت فاصبحت المفاجاه والصدمه الكبرى من حليفها .
شهقت پصدمه وانسابت دموعها بالم لتركض بكل قوتها تغادر المكان بقلب جريح يتضرع مراره الخيانه ..
ولكن لم تسمع لصراخه وكانها مغيبه بعالم اخر تذفر الدموع بصمت الى ان استقلت سيارتها وقادتها بسرعه فائقه وكانها ټصارع الزمن وعينيها مشوشه اثر الدموع الحارقه التى ټحرق قلبها قبل روحها ..
على الفور استقل سيارته ليلحق بها وهو يضغط على المقود بغيظ ويسب ويلعن تلك اللعينه التى اقټحمت مكتبه وعندما تذكر جلوسها بمكتب فيروز ونتحدث الاخيره معها قبض قبضته بقوه وهو ېصرخ باعلى طبقات صوته ويتوعد لها .
خطه حقيره من واحده احقر وربنا لتدفعي انتي التمن يا فيروز ...
الفصل الثامن عشر
كان يقف وسط العمال بمصنعه ويحاول فض الاشتباك الحاصل بين العاملين منهم مؤيد لحديثه ومنهم المعارض ..
كان يتحدث بصوت عال ولا يسيطيع كبت انفعاله 
أنا عارف ان اللى بيحصل دلوقتي مدبر ومش صدفه ان كل عمال مصانعنا يعملو اضراب فى وقت واحد أنا عاوز اعرف أنا قصرت معاكم فى حاجه زي مابتدو المصنع المصنع بيديكم والمصنع مصنعكم وانتو اللى مشغلينه وموقفينه على رجله وبفضل ربنا ثم بفضلكم أنتم اسم الصيرفي لسه موجود دلوقتي اللى بيحصل جديد عليا أي عامل بيكون ليه طلب عندكم الريس منذر وكل طلباتكم بتتحقق بدون نقاش أي حد يتعب ليه اجازه لحد لم ربنا يشفيه وراتبه بيكون ماشي أي حد بيحتاج لسلفه احنا مش بنتاخر فى أي طلب ليكم لو كلامي فى كلمه واحده غلط حد يقف قدامي ويكون ماحصلش وأنا اوعدكم اللى هنفذ كل طلباتكم لو شايفين ان راتبكم صغير ومش مكفي بيتكم الريس منذر هيبلغني بقراركم اللى عايز يفضل معانا ويستمر فى شغله ده على رأسي من فوق واللى مش عايز يكمل بردو على رأسي من فوق وعندكم ريس العمال هيسلمكم باقي مستحقاتكم وربنا يوفقكم فى مكان غير ده أعتقد مافيش داعي للفوضي دي ومافيش داعى لخناق وحورات واللى بيحصل يضر بالمصنع وبالانتاج والاعلام ما بيصدق اسم الصيرفي هيقع وهنخسر كتير بسبب اللى بيحصل دلوقتي من فضلكم اللى هيكمل معانا يروح يشوف شغله الساعه بتفرق معانا فى الانتاج .
ربت منذر على كتفه اهدى يا بني العصبيه مش هتفيدك وانت عملت اللى عليك واللى مش عاجبه يشوف حاله بعيد عننا طول عمرنا شغالين بما يرضي الله وأنا مشرف عليهم من ايام المرحوم ألف رحمه ونور عليه .
نظر له بمحاوله لرسم ابتسامته من اجل ذلك الوقور حضرتك مش شايف اللى بيحصل وفى الوقت ده بالذات أكيد الحكايه مدبره 
معاك حق والله فعلا ده ملعوب ومعمول علينا عاوزين يضرو بالمصنع والعمال الغلابه مش فاهمين حاجه كان حد بيحركهم وهم مرغومين على أمرهم طول بالك انت بس وربنا هيحلها ان شاء الله بدون شوشره واللى حصل مش هيخرج برة المصنع وأنا هتكلم معاهم عشان نفض الحوار ده 
زفر انفاسه بضيق واومي براسه مؤكدا لحديثه ليغادر منذر المكان ويتوجه الى العمال يتحدث معهم بهدوء ...
فيروتي جايه المصنع ليه مابتسمعيش الكلام يا روحي 
هزت كتفيها وهى ترمقه بحنان مااقدرتش افضل مكاني وانت هنا عندك مشاكل لازم أكون جنبك انت ناسي ان مديره أعمال حضرتك وكمان شريكه حياتك يعني مافيش مفر لازم أكون معاك 
ضحك

بخفه وهو يفتح لها باب سيارته لتستقل مقعدها ثم توجه الى مقعده امام المقود تنهد بهدوء 
الحمد لله عدت على خير 
الحمد لله يا حبيبي 
تحدث بضيق وهو يهم بالقياده متاكد ان تيام النحاس هو اللى ورا اللى بيحصل ده 
شعرت بالحزن وعلمت انها السبب بسببي ..
نظر له بجديه لا طبعا تيام من زمان اوى وهو عاوز بس يوقعني فى أي مشاكل ماتنسيش ان منافس وعايز يكسب السوق كله لصفه خصوصا بعد ترشحه لمجلس الشعب يعني انتي بره الموضوع ولو فكر يقرب منك اندمه
شعرت بوخزة داخل صدرها لا تعلم سببها 
رفع وجهها ليجعلها تنظر اليه وهو يتسأل بقلق حبيبتي مالك ماتقلقيش وماتخفيش من حاجه أنا دايما جنبك وايدي فى ايدك مااقدرش ابعدها عنك 
ابتسمت برقه ولكن داخله شعور بالاختناق يزداد رويدا رويدا ....
قاد سيارته بسرعه چنونيه ليحلق بزوجته التى لم تكترث لمنادته وظل يلاحقها وهو يتوعد بالاڼتقام من المتسبب بالذي حدث معهم منذ لحظات ...
ظل يطلق ببوق سيارته ليجعلها تهدى من سرعه سيارتها ولكن كانت الأخير تحاول الابتعاد عن الجميع فألم الخيانه اقوي واصعب من اي ألم فتصاب القلب بسهم قاټل خېانه الحبيب چرح مدمي للقلب وكانه غرس پسكين حاد ليجعله يكف عن النبص بلا عن الحياه باكملها ...
عندما لم تلتف اليه أسرع بقيادته ليكسر عليها بسيارته ليجعلها تتوقف عن قيادتها الچنونيه فقد كادت ان تنشب حاډث مروع بسبب سرعتها الفائقه .
توقف فجاه ولكن بعد ان حدث تصادم بسيارته جحظت عيناها پصدمه لتجده يترجل من سيارته ويفتح لها باب سيارتها ثم أمسك بيدها ليساعدها على الترجل 
انزلي يا مجنونه حرام عليكي سايقه على 180
أبعد كفها عن ملامسه كفه پعنف ونظرت له پغضب مالكش دعوه بيه أبعد عني 
لم يكترث لمحاولاتها الفاشله فى الافلات منه واسحبها بقوه ليجلسها بسيارته ثم أغلق الباب عليها باحكام وعاد الى سيارتها صفها جانبا عن الطريق ثم اخرج مفاتيحها ودثها بجيب سترته وتوجه الى سيارته ليقودها بهدوء الى حيث الفيلا ثم يتحدث معها بصدق ويشرح لها ما حدث بمكتبه ليجعلها تثق به وتصدقه ....
هاتفت الفتاه مجدي واخبرته بما حدث ليبتسم الأخير ثم أسرع لمكتب تيام ويقص عليه ما حدث بداخل مكتب نديم الصيرفي ليضحك نديم بسعاده وهو يطلب منه إحضار الصور ليساهدها بتلذذ بعدما اوشق على الفوز بمحبوبته فهذه اول خطوه لهدم العلاقه بينهم الا وانها الخيانه التى لا تغتفر ...
صدح رنين هاتفه معلن عن وصول عده رسائل متتاليه من هاتف تلك الفتاه 
ليمد يده بالهاتف لتيام لينظر هو بنفسه
 

 

تم نسخ الرابط