قصة هود عليه السلام بقلم الكاتب حسن الشرقاوي

موقع أيام نيوز

قصة هود عليه السلام
بقلم الكاتب حسن الشرقاوي 
بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام قام من آمن معه ونجى بعمارة الأرض. فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين. لم يكن بينهم كافر واحد ومرت سنوات وسنوات وماټ الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء ونسى الناس وصية نوح وعادت عبادة الأصنام. انحرف الناس عن عبادة الله وحده وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة.

وقال أحفاد قوم نوح لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفان وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى آلهة مع الله وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية وأرسل الله سيدنا هودا إلى قومه.
إرسال هود عليه السلام 
كان هود عليه السلام واسمه الكامل هو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح من أصل عربي نشر رسالته الدينية في منطقة الأحقاف التي تقع جنوب الجزيرة العربية من قبيلة اسمها عاد وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف وهو صحراء تمتلئ بالرمال وتطل على البحر أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام والطول والشدة كانوا عمالقة وأقوياء فكانوا يتفاخرون بقوتهم فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم. ورغم ضخامة أجسامهم كانت لهم عقول مظلمة وكانوا يعبدون الأصنام ويدافعون عنها ويحاربون من أجلها ويتهمون نبيهم ويسخرون منه وكان المفروض ما داموا قد اعترفوا أنهم أشد الناس قوة أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.
قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تخاف ولا تتراجع. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها وهي الحق وحده يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون.
وسأله قومه هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك وأي أجر تريده
إن هذه الظنون السيئة تتكرر على ألسنة الكافرين عندما يدعوهم نبيهم للإيمان بالله وحده. فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية ولا يفكروا إلا بالمجد والسلطة والرئاسة.
أفهمهم هود أن أجره على الله وأنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم في نور الحقيقة. حدثهم عن نعمة الله عليهم كيف جعلهم خلفاء لقوم نوح وكيف أعطاهم بسطة في الجسم وشدة في البأس وكيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير والزرع. وكيف أرسل عليهم المطر الذي يحيى به الأرض. وتلفت قوم هود حولهم فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض وأصابتهم الكبرياء وزادوا في العناد.
وقالوا لهود كيف تتهم آلهتنا التي وجدنا آباءنا يعبدونها
قال لهم هود كان آباؤكم مخطئين.
قال قوم هود هل تقول
تم نسخ الرابط