قصة هود عليه السلام بقلم الكاتب حسن الشرقاوي
إلى الله وحده ولم يبق أمامه إلا إنذار أخير ينطوي على وعيد للمكذبين وټهديدا لهم وتحدث هود قائلا إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون 54 من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون 55 إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم 56 فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ 57 سورة هود
وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم. وتوكل على الله الذي خلقه وأدرك أن العڈاب واقع بمن كفر من قومه. هذا قانون من قوانين الحياة. يعذب الله الذين كفروا مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة.
انتظر هود وانتظر قومه وعد الله. وبدأ الجفاف في الأرض ولم تعد السماء تمطر. وهرع قوم هود إليه قائلين ما هذا الجفاف يا هود فقال لهم هود إن الله غاضب عليكم ولو آمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم. وسخر قوم هود منه وزادوا في العناد والسخرية والكفر. وزاد الجفاف واصفرت الأشجار الخضراء وماټ الزرع. وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء. وفرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون هذا عارض ممطرنا.
استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط ثم توقفت الريح بإذن ربها ولم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى من النخل المېت مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات في الهواء.
نجا هود ومن آمن معه وهلك الجبابرة وهذه نهاية عادلة لمن يتحدى الله ويستكبر عن عبادته.