قصة هود عليه السلام بقلم الكاتب حسن الشرقاوي
المحتويات
من قبل من التراب. وطبقا للمقاييس البشرية كان ينبغي أن يحس المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب والعظام أسهل من خلقه الأول. لقد بدأ الله الخلق فأي صعوبة في إعادته! إن الصعوبة طبقا للمقياس البشري تكمن في الخلق. وليس المقياس البشري غير مقياس بشړي ينطبق على الناس أما الله فليست هناك أمور صعبة أو سهلة بالنسبة إليه سبحانه تجري الأمور بالنسبة إليه سبحانه بمجرد الأمر.
يروي المولى عزل وجل موقف الملأ وهم الرؤساء من دعوة هود عليه السلام. سنرى هؤلاء الملأ في كل قصص الأنبياء. سنرى رؤساء القوم وأغنيائهم ومترفيهم يقفون ضد الأنبياء. يصفهم الله تعالى بقوله وأترفناهم في الحياة الدنيا من مواقع الثراء والغنى والترف يولد الحرص على استمرار المصالح الخاصة. ومن مواقع الثراء والغنى والترف والرئاسة يولد الكبرياء. ويلتفت الرؤساء في القوم إلى أنفسهم ويتساءلون أليس هذا النبي بشړا مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب بل لعله بفقره يأكل أقل مما نأكل ويشرب في أكواب صدئة ونحن نشرب في أكواب الذهب والفضة كيف يدعي أنه على الحق ونحن على الباطل هذا بشړ فكيف نطيع بشړا مثلنا ثم لماذا اختار الله بشړا من بيننا ليوحى إليه
تساءل هود ما هو الغريب في ذلك إن الله الرحيم بكم قد أرسلني إليكم لأحذركم. إن سفينة نوح وقصة نوح ليست ببعيدة عنكم لا تنسوا ما حدث لقد هلك الذين كفروا بالله وسيهلك الذين يكفرون بالله دائما مهما يكونوا أقوياء.
قال رؤساء قوم هود من الذي سيهلكنا يا هود
قال الكافرون من قوم هود ستنجينا آلهتنا.
وأفهمهم هود أن هذه الآلهة التي يعبدونها لتقربهم من الله هي نفسها التي تبعدهم عن الله. وأفهمهم أن الله هو وحده الذي ينجي الناس وأن أي قوة أخرى في الأرض لا تستطيع أن تضر أو تنفع.
واستمر الصراع بين هود وقومه. وكلما استمر الصراع ومرت الأيام زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم. وبدءوا يتهمون هودا عليه السلام بأنه سفيه ومچنون.
انظروا للسذاجة التي وصل إليها تفكيرهم. إنهم يظنون أن هذه الحجارة لها قوى على من صنعها ولها تأثير على الإنسان مع أنها لا تسمع ولا ترى ولا تنطق. ولم يتوقف هود عند هذيانهم ولم يغضبه أن يظنوا به الجنون والهذيان ولكنه توقف عند قولهم وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين.
وبعد هذا التحدي لم يبق لهود إلا التحدي ولم يبق له إلا التوجه
متابعة القراءة