حكاية رحلة اثام بقلم منال سالم
المحتويات
بثقة تامة وهي تصيغ كذبتها بإتقان لتضمن بشكل تام إفساد أي محاولة للتقارب بينهما من جديد أه وخطيبها حمش أوي مارضاش يسيبها لواحدها عازبة كتير ده تلاقيه اتجوزها كرر في صدمة أكبر وقد ارتفع حاجباه للأعلى اتجوزت استندت بذراعها على إطار الباب الخشبي وقالت بلؤم خبيث أومال مفكر هي سابت السكن ليه ثم رفعت يدها الأخرى لتسوي شعرها الفاحم وهي تتابع بمكر عموما أنا في الخدمة لو عاوز حاجة أنا عشرية وعمري ما أقصر مع الناس اللي بحبهم حدجها بنظرة احتقارية قبل أن يوليها ظهره منصرفا دون أن ينطق بشيء فانتصبت في وقفتها مستنكرة هذه المعاملة الازدرائية لتهتف من ورائه في حدة إيه مافيش شكرا حتى ابتعد عن محيطها والصدمة تكاد تأكل رأسه المشحون استطرد محدثا نفسه في صوت متسائل ومغتاظ وهو يهبط الدرجات ببطء طب هي عملت كده ليه يتبع الفصل العاشر الفصل العاشر زواج أم كان وجهه واجما متكدرا ويظهر عليه الضيق الشديد لم يستوعب كيف لشابة معډومة الخبرة مثلها أن تنجح في التحايل عليه ومراوغته لمجرد التسلية الفارغة وهو سيد من يقوم بهذه الأمور اللئيمة ببراعة وفي النهاية تترك كل شيء وراء ظهرها وتتزوج بآخر دون أن ينال مبتغاه منها خرج من المدخل مستاء للغاية تنطلق من عينيه نظرات الحنق وزاد من إحساسه بهذا الشعور الناقم وجود ممدوح بالسيارة حتما لن يمرره دون سخرية أو استهزاء وهذا ما لا يحبذه مطلقا فأحب ما لديه أن يتغذى بداخله شعوري الغرور والسيطرة لا الانتقاص منهما ما إن رآه الأخير ظاهرا في مرمى بصره حتى فتح الباب وترجل من السيارة ليهتف متسائلا دون استهلال قابلتها رفض مهاب الحديث بشيء واتجه إلى موضعه خلف عجلة القيادة فتبعه رفيقه بنظراته الفضولية وهو يعلق باستخفاف شكلها ادتك الوش الخشب ثم أطلق ضحكة ساخرة منه ليستفزه أكثر قبل أن يتابع بنفس الوتيرة وهو يستقر مجاورا له وإنت الصراحة مش متعود غير على الحاجات الناعمة والطرية لم يطق تحمل سخافاته فاستطرد بصوت ثقيل وهو يدير المفتاح ليشعل المحرك تهاني اتجوزت حملق فيه مندهشا ليعلق بعدها بنبرته الذاهلة نعم إنت بتهزر صح رد في وجوم وهو يخفض الزجاج الملاصق لجانبه لأ زميلتها قالتلي كده مط ممدوح فمه متمتما غريبة لم يضف مهاب أي شيء وانطلق بالسيارة بعيدا عن المكان لكن ممدوح واصل التعقيب الهازئ من الأمر برمته فأردف ضاحكا باستمتاع مغيظ كده احنا الاتنين طلعنا برا اللعبة وهي اللي كسبت يا باشا نفخ رفيقه بصوت مسموع وحذره في غير صبر مش عاوز كلام زيادة مد ممدوح ذراعه ولكزه في جانب كتفه بخفة كأنما يمزح معه واستمر في تعليقه المستفز حقك تزعل أول مرة تخسر وقصاد مين واحدة مالهاش وزن ولا قيمة عند مهاب الجندي فقد آخر ذرات هدوئه فالټفت برأسه تجاهه وزجره في عصبية كفاية يا ممدوح أنا مش ناقصك تراجع الأخير عن مواصلة إغاظته وقال ملطفا بابتسامة سخيفة ماشي تعالى نشوف حتة نغير فيها جو دون أن ينظر ناحيته أخبره في لهجة حاسمة أنا هوصلك بيتك وبس لم يجادله كثيرا فأوجز في الرد وهو يسترخي في المقعد كما لو كان الأمر يروقه بشدة براحتك اختطف بين الحين والآخر نظرة عابرة نحوه غير مبال إن كان يراه رائق المزاج أم لا فهذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بنشوة الانتصار عليه في شيء وإن كان من وجهة نظره المتعجرفة حقېرا لعب الشيطان برأسها فوسوس لها بفكرة چنونية وهي التفتيش في أغراض هذه الوافدة المستجدة إذ ربما تتمكن من معرفة أي شيء عنها خاصة مع تحفظها الغريب والذي يثير في نفسها الاسترابة والشك استغلت نزيهة فرصة وجود تهاني في الحمام لتستحم فتسللت إلى غرفتها بعدما تأكدت من عدم متابعة أحد لها وأخذت تمعن النظر في متعلقاتها الشخصية بوقاحة فجة وهذه الابتسامة المستهزئة تعلو زاوية شفتيها لم تقم بإعادة ما أمسكته إلى مكانه تركته بإهمال وهي تقول بس فالحة تعمل نفسها بنت ذوات ومافيش منها اتنين وهي عدمانة لفت نظرها الحذاء القيم المتروك أسفل تسريحة المرآة سارت تجاهه وانحنت لتلتقطه رفعته إلى عينيها وتأملته بإعجاب وهي تحادث نفسها دي الحاجة العدلة اللي عندك تستاهل إن الواحد يشوفها عليه جلست على طرف الفراش وبدأت في تجربة قياسه على قدمها لكنها لم تستطع إدخاله بسبب كبر حجم قدمها ألقته في عصبية أرضا نحو التسريحة وهي تغمغم بتأفف إياكش يتقطع وجودها لم يعد ضروريا لهذا كما دخلت خلسة خرجت دون أن يمسك بها أحد لتنضم إلى زميلاتها الجالسات في الصالة وكأنها لم تفعل شيئا في تلك الأثناء كانت تهاني قد انتهت لتوها من الاستحمام وتجفيف شعرها ورغم أنه ما زال رطبا إلا أنها فضلت جمعه برابطة رأس حتى لا يصير مهوشا تسمرت عند عتبة غرفتها ناظرة بحدقتين متسعتين في ذهول مستهجن عندما رأت الفوضى الموجودة بها تخطى الأمر حدود المقبول فاندفعت خارجة من غرفتها بكل عنفوانها
إلى واحد من الأكشاك الصغيرة ليتحدث لشقيقه عبر الهاتف في مكالمة دولية مدفوعة الثمن مسبقا حاول غلق الباب لكنه كان عالقا لذا صاح عاليا وهو
متابعة القراءة