حكاية رحلة اثام بقلم منال سالم
المحتويات
ثم رفعت يدها وربتت على كتفه قائلة بتحد كانت واثقة أنه لن يجرؤ على الإقدام عليه يوم ما تصرف على البيت ده وتستتني زي الرجالة اللي بجد يبقالك الكلام غير كده هو ده اللي عندي يا جوزي كلمتها الأخيرة كانت ساخرة ومهينة إلى شخصه ابتلع عوض مرارة الإهانة وأحنى رأسه على صدره لتتركه فردوس في مكانه متسمرا حتى تتجه إلى غرفة نومها وتبدل ثياب العمل بأخرى مريحة شيعها زوجها بنظراته الآسفة متمتما في قلة حيلة هقول إيه بس غير ربنا يهديكي لحالك منذ أن عاد إلى المنزل وهو شارد الذهن ممتنع عن الكلام وكأنه معزول عمن حوله كان ينظر بفتور إلى زوجته حتى طفلتيه لم يشاركهما اللعب كما اعتاد كل يوم فقد هبط خبر حمل ناريمان كالصاعقة على رأسه وأربك كافة مخططاته حاولت تهاني استدراجه في الحديث ليفصح لها عما يشغل باله لكنه تعلل بضغوطات العمل المستمرة لم تحاصره كثيرا بأسئلتها وقدمت له هدية مغلفة لم يتوقعها منها نظر إلى ذلك الشيء الملفوف في ورق مفضض متسائلا دي عبارة عن إيه مسدت على وجنته برفق وقالت في صوت متحمس افتحها وإنت تعرف راقبته باهتمام شغف وهو يفض ورقها اللامع لتعلق بمزيد من الحماس يا رب تعجبك تأمل ما أهدته إياه كان إطارا خشبيا موضوعا به صورة فوتوغرافية للتوأم وهما تضحكان في براءة أعجبته بشدة وقال في مدح كبير حلوة أوي ابتسمت في سرور لأنها نالت استحسانه وعلقت في حيوية المرة الجاية نتصور كلنا سوا لم ينظر تجاهها بقيت عيناه مرتكزتان على الصورة المبهجة واكتفى فقط بالهمهمة المقتضبة أكيد بعدما استفاقت من حالة الهياج العصبي التي سيطرت عليها لعدة أيام واستعادت هدوئها السابق اقترح عليها مهاب الانضمام إليه والانخراط في سوق العمل لملء الفراغ الكبير الذي يشغل معظم وقتها في البداية اعترضت على ذلك لكن مع إصراره المستمر قبلت بعرضه كنوع من الإلهاء شغلت ناريمان منصبا هاما في مشفى زوجها الاستثماري لا يتناسب مع مؤهلاتها ولا قدراتها مما أدى لوقوعها في أخطاء فادحة ترتب عليها نتائج خطېرة تسببت في تعريض بعض المرضى للأذى ومن ضمنهم واحد من الشخصيات الهامة اكتشف ممدوح الأمر ورفض التستر عليه صائحا پغضب وقد ألقى بالأوراق جانبا إنت عاوزني أسكت إزاي ده ممكن كلنا نروح في داهية لو اتكشفت الکاړثة دي أبقى مهاب نظراته ثابتة على رفيقه ثم خاطبه في مكر أومال أنا جايلك ليه ما إنت اللي بتظبطلنا كل حاجة ضم الأخير شفتيه في تردد لا يخلو من الحنق فواصل مهاب الكلام بجدية وبعدين اعتبرها خدمة قصاد خدمة انتفض ذلك العرق النابض في وجهه وصاح معترضا بتبرم ممزوج بالسخرية ويده تطرق بغيظ على سطح المكتب بالبساطة دي ده حتى خدمة تودي ورا الشمس أكد له بثقة وبتعبير هادئ مرسوم على قسماته وهو لا يزال جالسا باسترخاء على المقعد المواجه له ما احنا في إيدنا كل حاجة هنظبط الوضع بحيث لو حد شم خبر يلاقوا اللي يشيل رمقه ممدوح بهذه النظرة المتشككة قبل أن يسأله من موضعه مستفهما شكل دماغك فيها حد معين مظبوط أجابه مومئا برأسه أيوه مافيش إلا هي تحفز في جلسته وسأله قصدك مين بعد سكوت لحظي أجاب دون تمهيد تهاني اڼصدم بما قال فردد بعفوية مراتي اعتلى فمه ابتسامة خبيثة قبل أن يرد هو في غيرها شرد بنظرته لهنيهة وكأنه يفكر في اقتراحه اللئيم ليحتج بعدها بس اللي إنت طلبه صعب زوى مهاب ما بين حاجبيه قائلا في لهجة صريحة هنضحك على بعض إنت جبت أخرك منها وعايز تخلص من الجوازة دي وتشوفلك سكة أحسن ادعى اهتمامه بشأنها فقال بتحيز بس مش بالشكل ده مهما كان دي أم بناتي عايزهم يتربوا من غير أم عقب عليه في تهكم مستفز إذا كان هما طول اليوم أعدين مع المربية صح ولا أنا غلطان وقبل أن يحتج أكثر كنوع من حفظ ماء الوجه بادر بالاقتراح المغري ليضمن التأثير عليه وبعدين أنا هجيبلك أحسن واحدة تربيهم وإنت تعيش حياتك ده غير المميزات التانية اللي هتاخدها وإنت عارفني يا إما برفع اللي معايا لسابع سما أو أمحيه من على وجه الأرض النظرة الغامضة التي سادت وجه ممدوح أكدت اقتناعه بتنفيذ فكرته الشيطانية للخلاص منها فقد كان ضعيفا أمام وسائل الإغراء أيا كانت نوعها طالما أنها تخدم مصالحه الشخصية وتأتي عليه بالنفع في الأخير ليبدو وكأنه يفكر في الأمر ادعى بعد صمته المدروس طيب سيبلي الورق ده وأنا هشوف هتصرف إزاي اتسعت ابتسامته المنتصرة أكثر وهو يمتدحه تعجبني صحح له مشيرا بإصبعه قبل أن يجمع الأوراق المتناثرة هنا وهناك ليسويها ما هو كله بحسابه في الآخر بعدئذ نهض مهاب من موضع جلوسه زرر سترته ثم مد يده ناحيته ليصافحه كتأكيد صريح ونهائي على اتفاقهما في المضي معا في وضع تفاصيل هذه الخطة الخبيثة وإن كان في تنفيذها ټدمير الأبرياء يتبع الفصل التاسع والثلاثون الفصل التاسع والثلاثون ما لا يمكن الاحتفاظ به كان اليوم مشحونا منذ مطلع النهار خاصة مع اعتذار المربية عن القدوم اليوم لممارسة مهامها المعتادة في رعاية الصغار لهذا اضطرت تهاني لاصطحاب أطفالها معها وتركهم بالمكتب ريثما تنتهي من جدول أعمالها المزدحم نهضت من خلف مقعدها بعدما جمعت الأوراق المطلوب إرسالها لمعمل التحاليل وابتسمت لصغيرها قائلة في صوت حنون لكنه لا يخلو من الحزم حبيبي خد بالك من إخواتك لحد ما أرجع أنا مش هتأخر هما 5 دقايق بس اكتفى بهز رأسه وهو يدير رأسه لينظر إلى شقيقتيه التوأم بنظرات جادة ليعاود التحديق فيها فوجدها تتحرك صوب باب الغرفة قبل أن تضع يدها على المقبض لتفتحه وجدت زوجها
متابعة القراءة